اســـــــــترداد الفـــردوس المفقـــــود..!
الشعب .. وبرنامجه الثوري
بعد استكمال المقومات الأساسية لأول جماهيرية في التاريخ ، وبعد أن ظهر تصميم بناء المجتمع الجماهيري الرائع واضحاً جليّاً .. فإنه لايزال في رحلة ميلاد نموذج العصر الجديد .. بقية تفرض نفسها .. مهمة أساسية من مهمات البناء . المجتمع الجديد يحتاج إلى إعادة تنظيم الحياة فيه بما يتّفق مع غاياته ، وتطلعات أبنائه ..
بعد استكمال المقومات الأساسية لأول جماهيرية في التاريخ ، وبعد أن ظهر تصميم بناء المجتمع الجماهيري الرائع واضحاً جليّاً .. فإنه لايزال في رحلة ميلاد نموذج العصر الجديد .. بقية تفرض نفسها .. مهمة أساسية من مهمات البناء . المجتمع الجديد يحتاج إلى إعادة تنظيم الحياة فيه بما يتّفق مع غاياته ، وتطلعات أبنائه .. ويحتاج إلى صياغة جذرية لدور الفرد والأسرة .. ويحتاج بناءً جديداً لأنماط العمل الإنسانى ، ولأنماط الإنتاج والاستهلاك .. ويحتاج قبل هذا وذاك .. إلى تدمير القيم التي كانت سائدة متحكمة في المجتمع القديم..« قيم الأنانية .. والمجاني.. والفردية .. والتخصص الضيق .. والمركزية.. والاستغلال .. والرشوة والمحسوبية .. والربح ، وعبودية الأجرة.. وكلها نبت المجتمع القديم » . يحتاج بعد هذا إلى بناء « قيم جديدة.. هي نبت المجتمع الجديد ـ قيم الجماعية ، والمسؤولية المشتركة.. والإبداع .. والمبادرة .. والمرونة .. والتعاون». هذه المهمات - جميعاً - لا تتحق تلقائياً / وبمجرد تسلم الجماهير للسلطة والثروة والسلاح/ أو بمجرد إعلان قيام الجماهيرية ..ولكنها تتحقق عبر سلسلة من البرامج و الإجراءات التي تستثمر إمكانات المجتمع الجماهيري .. في تحقيق المهمات الضرورية التالية :
ـ إعادة تنظيم الحياة في المجتمع الجديد بمايتفق مع متطلبات الجماهير وغاياتهم .
ـ إعادة صياغة الدور الاجتماعي لأفراد المجتمع وأُسره.. بما يتّفق مع الطبيعة الإنتاجية للمجتمع الجديد.
ـ إعادة جذرية لخصائص العمل الإنسانى في المجتمع الجماهيري .
ـ تغيير جذري في أنماط الإنتاج والاستهلاك.
ـ تغيير جذري في العلاقات بين أفراد المجتمع أثناء الإنتاج.
إن ناتج هذه المهمات على المدى الطويل هو تحويل كلّ جهد ضائع ، وكل قيمة مهدورة ، وكل فرصة سانحة ، وكل إمكانية متاحة .. في اتجاه تحقيق غايات المجتمع الجماهيري ، واقتراب الجماهير حثيثاً من التمتع بكل ثمار هذا المجتمع ووعوده !! وتتحدد ملامح الفردوس الأرضي الذي بشر به معمر القذافي جماهير الشعب الليبي منذ عام 1982 .. بدأ الأخ قائد الثورة .. في «طرح مشروعات في اتجاه استظهار ملامح هذا الفردوس .. على جماهير المؤتمرات الشعبية الأساسية» وفي تحريضها على مناقشتها وإقرارها .. وتنفيذها على أرض الواقع ..«الحي الجماهيري» ..«المدينة المنتجة المقاتلة».. «التسيير الذاتي».. «الإدارة الذاتية» .. «العمل الجماعى المنظم ، العمل التطوعي» ..«المؤسسة المنتجة » .. «الأسرة المنتجة».. «منزلية التعليم» ..«المهني الثائر».. «الرياضة الجماهيرية»..«الأمن الشعبى» ..«الاكتفاء الذاتي».. «التشاركيات»..«الجمهرة وتبادل المواقع».
صيغت جميعاً خططا للعمل ، وناقشتها المؤتمرات الشعبية .. وأقرتها دليلاً للعمل.. لاستكمال ملامح المجتمع الجماهيري .
٭٭٭٭
النظرة المدققة على مكونات هذه المشروعات تكشف عن اتجاهاتها وعن التحولات العميقة التي تستهدف ترسيخها على خارطة المجتمع الجماهيري :
النحول من الاعتماد على الخارج إلى الاكتفاء الذاتي..ومن الاعتماد على مصدر واحد إلى مصادر متعددة ودائمة .
- التحول من النشاط الطفيلي إلى النشاط المبدع للخيرات.. ومن النشاط غير الإنتاجي إلى ميادين الإنتاج.
ـ التحول من مستهلكين لإنتاج غيرهم إلى مستهلكين لإنتاجهم.. وإقحام الأفراد والأسر والأحياء والمدن في ميادين الإنتاج .
ـ التحول من الإنتاج إلى الإنتاجية .. ومن الإدارة التقليدية إلى الأداء المبدع والخلاق ، ومن العمل بغرض أقصى ربح إلى العمل لسد الحاجة.
ـ التحول من المسؤولية الفردية إلى المسؤولية الجماعية .. ومن المركزية المقيتة إلى القاعدية .. ومن الإدارة البيروقراطية إلى الإدارة الذاتية .
كلها تبدو خصائص وقيماً للمجتمع الجديد.. ينبغى أن ترسخ وتثبت على خريطته .. في مواجهة خصائص المجتمع القديم وقيمه .. ينبغى أن يختفى من حياتنا كل أثر لها .
ويلاحظ أن هذه الخصائص والقيم لاتتوجه بشكل مجرد إلى المجتمع .. ولكنها تبدأ من الفرد الذي ينبغى أن يكون منتجاً.. إلى الاسرة المنتجة .. إلى المؤسسة الإنتاجية .. إلى الحي الجماهيري الذي يدار ذاتياً .. إلى المدينة المنتجة المقاتلة لتصل في النهاية إلى خصائص المجتمع الجديد وقيمه وعلاقاته .
٭ ٭ ٭ ٭
من ناحية ثالثة.. فإنه ينبغي الإشارة .. إلى أنه ماكان يمكن أن تطرح مكونات البرنامج الثوري قبل قيام الجماهيرية ، وإعلان سلطة الشعب .. الخصائص والعلاقات والقيم ، لا يمكن أن تتحقق في أي مجتمع آخر .. غير المجتمع الجماهيري .. إنها نواتج للأسس السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. التي يقوم عليها المجتمع الجماهيري.. إنها نبت للمجتمع الجماهيري ، بالإضافة إلى كونها استكمال لملامحه.
إن ضرورات البرنامج الثوري ، في مختلف برامجه ومشروعاته .. لا تفرض نفسها علينا بسبب الأزمة العالمية للنفط ، وآثارها المحتملة على المستقبل .. مع أنها وسيلة فعالة لدْرءِ أيّ خطر ، الأزمة قائمة أو محتملة .. لكنها تطلب في الأساس لاستكمال ملامح .. المجتمع الجماهيري الوليد وقيمه وتجذير علاقاته .
إن الجماهير الشعبية البانية للجماهيرية .. لايمكن أن تسمح لنفايات البيت المنهار ، أن تبقى داخل بيتها الجديد الواعد ، وتلك هي حتمية البرنامج الثوري وضرورته .
لكل هذا .. فإن تنفيذ البرنامج الثوري ، يصبح - الآن - ويبقى التحدى الماثل أمام جماهير المؤتمرات الشعبية ، وحركة اللجان الثورية معاً ؛ حتى لو انتهى الحصار، وحتى ولو انتهت أزمة النفط العالمية . إنه مطلوب لذاته باعتباره مهمة أصيلة من مهمات بناء المجتمع الجماهيرى ..« المجتمع النموذجى الجديد».. به تترسخ سماته وخصائصه وعلاقاته.. فضلاً عن ضرورته لتأمين الاستقلال.. وضمان التقدم .
لكل هذه المعاني كانت الأحاديث المكثفة للأخ قائد الثورة حول البرنامج الثوري.. باعتباره مهمة معلقة للجماهير الشعبية .. مؤتمراتها ولجانها .. وتحد معلق وقائم .. أمام حركة اللجان الثورية .. بها يكون مجتمع الحرية أو لايكون .
بقلم : محمد رضا طلبة
الأربعاء, 25 ذو الحجة 1378 و.ر الموافق 1 كانون 2010 مسيحي الخميس, 17 محرم 1379 و.ر الموافق 23 كانون 2010 مسيحي الـعــدد 5991
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق